مساء الثقافة وأنوار الابداع ، مساء الفكر والتلاقح الادبي والعلمي والانساني والوحدة الوطنية والانتماء والفخر بالوطن ، وكل القيم التي تنهض بوطننا الاردن .فإعلاء قيم المواطن والمواطنة والوطن من أهم الادوار التي تقوم بها وزارة الثقافة بقيادة الدكتور هيفاء النجار، والذي يقوم به اتحاد كتاب الاردن حامل مشاعل الفكر والابداع بقيادة الشاعر عليان العدوان وأعضائه الموقرين .
ونحن نحتفل بصدور كتاب الاتحاد السنوي ، أود أولا ان نشكر وزيرة الثقافة د. هيفاء النجار على رعايتها لهذا الحفل ، والذي يؤكد دعمها للاتحاد ومؤازرة جهوده وأنشطته في نشر الثقافة بالمجتمع الأردني ورعاية المواهب ، وغرس قيم الانتماء للوطن وقيادته وتوحيد صفوفه في مواجهة كل التحديات الاقليمية والعالمية التي تحيط بنا وبعالمنا العربي .
والحيوية والانطلاق والنشاط والعمل الدؤوب لخدمة الوطن نموذج غرسته الدكتورة هيفاء النجار في ربوع وزارة الثقافة التي تعمل كخلية نحل في النهوض بالمجتمع الأردني . وكما يقال في الاثر الرجل المناسب في المكان المناسب ، فان د. هيفاء قد اختارها المسئولين لقيادة وزارة الثقافة بعناية فائقة لتكون في المكان المناسب استثمارا لطاقتها في العمل ، وخبراتها الواسعة في كل حقل وميدان عملت به وأثبتت فيه جدارة وتفوق جعلها نموذجا مشرفا للمرأة العربية وامرأة سياسية وتربوية وادارية من الطراز الاول ، واستحقت عن اخلاصها وتميزها اختيارها من جانب مجلة الأعمال الأردنية عامي 2008 و 2014 كواحدة من أقوى نساء الأردن ، واختيارها من جانب مجلة فوربس كواحدة من بين أقوى 200 امرأة في العالم العربي عام 2014 .
ومسيرتها العملية تشع بالعمل المخلص والجاد والمشرف للرجل والمرأة الأردنية معا ، كمديرة مسئولة عن المدارس الاهلية والمطران ، كمسئولة للبحث والتطوير وكعضوة بعدد من المجلس كمجلس التربية والتعليم ، والاعيان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها .
هذه المسيرة المشرفة لوزيرة الثقافة استحقت عنها التقدير بجوائز وشهادات التقدير المختلفة ، من اهمها : وسام الحسين للعطاء المتميّز (2001)
جائزة الحسن بن طلال للتّميّز الأكاديميّ (2002)
جائزة عضو مجلس الأمناء المؤسس لأكاديمية الملك مقدمة من جلالة الملك عبد الله الثاني
وأكاديمية الملك (12 تموز 2006)
جائزة المجلس الأوروبيّ للمدارس الدّوليّة الدّوليّ ECIS (2009)
درع الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط للعطاء الدّائم والخدمة المستمرّة (2011)
شهادة مع مرتبة الشّرف من الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط (1998)
نشكر وزيرة الثقافة الوزارة وقيادتها والعاملين فيها علي الدور الكبير الذي يقومون به في تحصين المواطن الأردني ثقافيا ضد اي تحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اتساقا مع خطى جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني راعي المسيرة و المعلم الأول للنهوض بالمملكة في المئوية الثانية .
ونشكر الوزيرة على جهودها في تعزيز مفاهيم القيم العدالة والكفاءة وعادلة توزيع المكتسبات ودعم جميع المحافظات في كافة المجالات وخصوصا المجال الثقافي ، والتعدد والتنوع في مشاريع وزارة الثقافة وبكل محافظات المملكة .
فقد نجحت وزيرة الثقافة في تحقيق التكامل بين وزارة الثقافة ومع الوزارات الأخرى مثل الإعلام والسياحة والاقتصاد الرقمي والتربية والتعليم، وقد تمت ترجمة هذا التكامل من خلال اطلاق العديد من المنصات مثل ثقتك تحقق” بين وزارتي الثقافة والإعلام.
اتحاد الكتاب :
أما اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين منذ تأسيسه عام 1987 وحتي وقتنا هذا وهو يقوم بأدواره في تثوير المجتمع الاردني بالثقافة الشاملة التي تحافظ علي مورثاته وتنفتح علي العالمين العربي والاسلامي ، وتتواصل مع معطيات الفكر العالمي بعقول واعية قادرة علي التلقي والنقد .
ويواصل الاتحاد القيام بأدواره الثقافية المهمة بقيادة شاعرنا الكبير عليان العدوان ، في تنشيط المشهد الثقافي الأردني داخل المملكة أو خارجها ، و إصدار المطبوعات ، مثل مجلة الكتاب الأردني ودعم الكتب التي تخصّ الأعضاء ، وتقوية الجسور الثقافية بين الاتحاد واتحادات الدول العربية .
وشاعرنا رئيس الاتحاد الذي نال رئاسة اتحاد الكتاب للمرة الخامسة في تاريخه، مما جعله أهلا لثقة المثقفين والادباء والمفكرين الأردنيين ، استطاع بإيمانه بالثقافة ودورها في تماسك وحدة المجتمع ، ان يحول الاتحاد الي شجرة مثمرة تؤتي أكلها كل حين ، وفيها من كل الثمرات المعرفية والفكرية والدينية والتراثية .
فقد حقق رئيس الاتحاد العديد من الانجازات المهمة مثل توقيع الاتفاقيات الاعلامية وتحويلها الى اتفاقيات دائمة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الاردني وايضا اتفاقية التعاون المشترك بين اتحاد الكتاب من جهة والاتحادات المماثلة في الدول الأخرى والصديقة مثل اتحاد الكتاب في الصين الشعبية ، واتحاد كتاب أذربيجان ، ، واتحاد كوسوفو ، ومشاركة الاتحاد لأول مرة في مهرجان جرش للثقافة والفنون منذ بداية رئاسته لاتحاد الكتاب في 2014 والمشاركة لأول مرة في مراقبة العملية الانتخابية النيابية كمراقبين محليين ، وتبني مبادرة طريق الحرير الثقافي .
وحفز رئيس الاتحاد طاقات الكتاب والمبدعين علي المنافسة واطلاق العنان لمواهبهم من خلال تنظيم العديد من المسابقات والجوائز المختلفة في المناسبات الوطنية والقومية ، مثل :
تنظيم مسابقة جائزة مئوية الثورة العربية الكبرى بالتعاون مع شركة فوج التميز للمناداة بتوحيد الامة العربية تحت لواء الراية العربية الكبرى، والتي كانت النواة لتأسيس أول دولة عربية مستقلة وبزعامة ملك العرب الشريف الحسين بن علي .
وكذلك تنظيم جائزة نمر بن عدوان للشعر النبطي وفليفة ، وهي الجائزة التي تنتصر للشعر النبطي الذي ينسب الي العرب الأنباط ، والذين شيدوا حضارة عريقة وحققوا نهضة أدبية وشعرية في مدينة البتراء الأردنية واستمر نبضة بالحياة حتي عام 106 قبل الميلاد .
أقيم في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين مساء الخميس احتفالية كبيرة حول التراث وأهميته في المجتمع الأردني ، حاضر فيها الباحث التراثي رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان ، بحضور كبير ومداخلات ثرية.
وتناولت الاحتفالية أفكار العدوان وآرائه حول قيمة الأثر التراثي المادي وغير المادي وأهمية تربية النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث، وتنقيته من الأدران والأعمال التجارية التي لحقت به وتتسلق على ظهره ، وتتخذه وسيلةً للشهرة دون أن يكون لها روح حقيقية تقرأه كأسلوب حياة وقيم أصيلة وعادات متوارثة ، يمكن أن نتنازل عن الشوائب والسيء فيه ، لكن لا نضحي به على الإطلاق.
تحية لرئيس اتحاد الكتاب الذي يؤمن بأهمية الحفاظ علي تراثنا الأردني المادي والشفاهي من منطلق دوره في الحفاظ على الهوية الاردنية وصونها للأجيال القادمة ، فهو كما قال في مناسبات مختلفة : أنّ الأمة التي لا تحافظ على تراثها هي أمّة تفقد هويتها في نهاية الأمر وتنساق وراء غيرها دون أصالة.
ونشاركه اليوم نفس الايمان بأهمية تراثنا الوطني الأردني كمصدر للفخر والاعتزاز ونعتز بمسيرته الفكرية والابداعية المشرفة بين التوثيق والإبداع الشعري النبطي ، وحرصه علي حفظ ذاكرة الامة الاردنية من الضياع ، ودعواته الوطنية المخلصة لتربي النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث .
ويطيب لي ان نستمتع معا ببعض الابيات الشرعية لرئيس اتحاد الكتاب من ديوانه ” سليل-المجد”
ياسليل المجد واشرف العقيدة
يا شعار العزة والعزم الحديد بعيدك … الميمون فحرتنا جديدة
من صميم القلب نكتب به قصيد …من صميم القلب نظمت القصيدة
حيث حب ساريا وسط الوريد
ومن قصيدته «درب المجد»:
«أهلا هلا يا منبع الجود كله… واهل الشهامة ما اعتلوا حد مرقاك
عالي المحادر ادري بأصلك نصله… يا مكرم الضيفان يا زين ملقاك
نزرع بدربك تسعه وخمسين فله… وعقبا لميه نزرعه حنا وياك
من ذمكم ما خاط خيطه مسله… شيمه ملكنا بالسموحة عرفناك
سلامي لك يا سيف عز نسله… وقشر الليالي فيها سوى سواياك
لك يا ملك قدر رفيع نجله… والطيب شلته رابين وسط يمناك
درب المجد ما كل رجلا يدله… بعالي سنامه ملقى عرشك وسكناك
أنته كما بدر تمام مطله… منهو بمثلك سيدي ومنهو شرواك
وريث مجد من ملوك اهلة… زايد على الحكام مهما وصفناك
عهدك عطا يا سيدي زاخر سجلة… بعد الحساني سيدي ما نصفناك.
يا هلال عيد وفرحنا في مهله/ يوم السعد شوفك ويومي انتحراك
تاج الكرامة سرع لاقى محله/ هامك شموخ وربنا هيبة اعطاك
******
أما الكتاب المبدعون أعضاء الاتحاد يسهمون في تطوير الثقافة والفكر والتعبير عن الرأي والمواقف من خلال كتاباتهم المتنوعة في حقول المعرفة ، ونشر المعرفة والوعي والتأثير على أفكار وسلوك المجتمع. بما يحافظ علي تماسك المجتمع ووحدته ، ويتحملون مسؤولية استشراف المشكلات التي تواجه المجتمع والتعبير عنها في أعمالهم في محاولات مخلصة لإيجاد حلول عملية مناسبة لها .
يسهم اتحاد الكتاب من خلال انشطته المختلفة في رفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية ، والوطنية وتوفير منصة للمناقشة والتغيير .
يقوم اتحاد الكتاب والادباء الأردن بدور رئيسي في تنشيط الحركة الثقافية في المملكة ومد جسور التعاون مع عدد من الدول من خلال توقيع الاتفاقيات الثقافية ، بجانب أدواره المهمة في رعاية المواهب الإبداعية و اكتشاف وتنمية العباقرة والموهوبين ودعمهم لخدمة مواهبهم وتوظيفها في خدمة الوطن واعلاء شأنه .
فتحية عطرة صادقة للأدوار المشرفة التي يقوم بها الاتحاد في رعاية الكتاب والأدباء الواعدين من الشباب ، ونشاطه المكثف في عقد الدورات والندوات والمؤتمرات والمعارض واللقاءات الثقافية ، وادارة المشروعات الثقافية والأدبية ورعايتها ، وخدمة الحركة الثقافية الاردنية ، وتعزيز الانفتاح على الثقافة العربية والأجنبية والمشاركة في الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية.
أتمني للجميع أمسية سعيدة وفي رحاب وزارة الثقافة وجهود اتحاد الكتاب ، وتهنئة من القلب لكل المكرمين في هذه الليلة السعيدة .