بقلم – صلاح فضل
يقينا أن شعب وادي النيل شعب واحد هذا الشعار ظل لفترة زمنية بعيدة وتأكيدا على هذا المعنى كنا نردد فيما بيننا باللهجة الدارجة التي كانت تجسد منطقة التكامل بين أسوان ووداي حلفا “مصر والسودان هته” اي حته “واهد ” .. واحدة
العجيب في الامر اليوم اصبحنا ليقول كل منا على مستوى البلدين اصبحنا “مئة حتة” وعندما تبحث عن السبب وراء هذا التغيير ماذا ستجد ” هو الاستغلال الذي بات يطل برأسه في أحلك الظروف التي يعيشها الإخوة السودانيين الان .
في حين كنا نعتقد أن تصاعد الأزمات سيجعل الشعب المصري إلى جانب جاره الجريح اثر أزمته الحالية وكنت اظن أيضا استغلال اخواننا السودانيين سيكون من جانب الأفراد فقط في الحالة التي رصدتها أن معاناتهم يتكبدها في ظل الصراع الدائر بين برهان و حميدتي وإصرار كل من الطرفين في تدمير السودان فلم يكن للشعب الغلبان والمقهور أمامه سوى الهروب من وطنه إلى الخارج لينجو من الدمار فكانت وجهة الغالبية لمصر ظنا منهم أن شعبها هو الأقرب مكانا والأحن وأنه أكثر الشعوب حماية لهم من اي بلد ٱخر آملين أن يجدوا في ارض الكنانة الطمأنينة والتقاط الأنفاس مما عانوا من ويلات الحرب والصراع في السودان
وبالفعل مصر فتحت أبوابها لاعداد غفيرة من هؤلاء الفارين .
وكانوا يأملون أن يفتح لهم إخوانهم المصريون بيوتهم من مبدأ الجيرة والعلاقات التاريخية الممتدة لعقود طويلة و للوهلة الأولى جاءوا إلى أقرب مكان ليجدوا فيه راحتهم إلى أسوان حيث العادات والتقاليد متجذرة فيما بينهما لكن هيهات هيهات استغلال الظروف اطال برأسه برفع أسعار الاستقبال بالفنادق وإيجارات الشقق بطريقة مبالغ فيها بين الملاك وأصحاب “اللوكاندات” بأرقام فلكية لا نظير لها في الازمات المماثلة التي عان منها العراقيون والسوريون .. نعم هم أيضا واجهوا نفس المصير لكن بأقل الكثير عن الإخوة السودانيين.
هل توقف استغلالهم من فئات الأفراد ؟
لا وألف لا بل تمادى جنون الاستغلال إلى الجهات الحكومية بدءا من توفير الإقامات للسودانيين في مصر بمدد تصل إلى ثلاث سنوات على أن يتم التجديد لهم بخاتم التأشيرة كل 3شهور مقابل 30دولار يودع الضيف الغلبان هذه الدولارات بالبنوك أما اسعار الفنادق والشقق فحدث ولا حرج .
حتى وسائل المواصلات انتقالهم من و إلى القاهرة التذاكر فيها سواء القطارات والباصات تضاعفت عن تذاكر الركاب المصريين ؛ والمسؤولون غير مدركين أو مبالين معاناتهم المادية ..نعم مصر والسودان اصبحت مئة حتة ولا عزاء لوادي النيل شريان الحياة للبلدين