الشريان تحاور د.اسماعيل امام رئيس تحالف” تقاوم”السوداني
قادة الجيش والدعم السريع" ليس لديهم رغبة في ايقاف الحرب
كل المبادرات الساعية لاتفاق السلام فشلت
مليشيات الدعم السريع ارتكبت جرائم كبيرة ترتكب في حق الشعب السوداني
مالم يشارك أهل السودان في سلام حقيقي فهو مجرد عبث
حوار : النـور يوســــف
اجرت ( الشريان ) حوارا مطولاً مع الدكتور الفريق اركان حرب اسماعيل عبدالهادي إمام رئيس تحالف قوي الجبهة الوطنية المتحدة للتغيير (تقاوم ) والذي يضم بعض من حركات الكفاح المسلح الغير موقعة علي اتفاق سلام جوبا حيث تحدث عن الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي كانت بداية شرارتها في 15 إبريل 2023 وموقفهم منها خاصة ان هناك العديد من الحركات اعلنت انضمامها الي الدعم السريع واخري اتخذت موقف الحياد كما تحدث عن اسباب فشل كل المبادرات الساعية لايقاف الحرب والتوصل الي اتفاق سلام بين الطرفين والعديد من المحاور المتعلقة بالاحداث الجارية في السودان
*ماهو موقفكم من الحرب الدائرة حاليا في السودان بين الجيش والدعم السريع ؟
المنظومة الكاملة
فيما يتعلق بموقفنا والاعلان منذ البداية تضامنا ومساندتنا لقوات الشعب المسلحة رغم اننا غير موقعين علي اتفاق سلام جوبا وعلي الرغم من ان الحكومة سعت لابعادنا وتجاهلنا في هذه الاتفاقية الا اننا ندرك تماما ان القوات المسلحة تشكل المنظومة الكاملة والمتكاملة للشعب السوداني وعقيدتها هي حماية اراضي البلاد وشعبها ولكن سيطرة القادة علي القوات المسلحة علي أساس ايدليوجيا واثنيات معينة هو السبب الرئيسي الذي ادي الي اضعافها وهوانها ونحن عندما اعلنا وقوفنا مع القوات المسلحة نعلم ان هناك بعض القادة يتحكمون فيها ولديهم سياسات اقصائية وعنصرية وجهوية ولكن عندما نقف معها يعني اننا نقف مع الشعب السوداني لان القوات هي تمثل رمزية للشعب وهي ليست ملك احد وتأتي وفقتنا بعد ان شاهدنا ان هناك تدمير كامل لكل مؤسسات ومكتسبات الدولة السودانية والتي لاتعتبر هي ملك للجيش او الدعم السريع او قوي الحرية والتغيير او المخذلين او الانانيين بل هي ملك للشعب السوداني لذلك الواجب يحتم علينا ان نقف صفا واحدا خلف قوات الشعب المسلحة والتي يمتد عمرها لمائة عام ورغم فشل قادتها في الدفاع عن مكتسبات الدولة والمرارات التي ادخلت في من rنفوس السودانيين من قبل هذه المجموعة للسياسات الخاطئة التي ينتهجونها من عنصرية وجهوية واقصاء وتدمير للنسيج الاجتماعي للقبائل رغم كل ذلك الا اننا ومنذ البداية اعلنا وقوفنا ومساندتنا لها .
اما فيما يتعلق باتفاقية سلام جوبا
الاتفاقية هي صفقة مابين محمد حسن التعايشي ومحمد حمدان حميدتي وبعض من حركات دارفور
وعندما تم اختيار هذه الحركات تمت عملية الاختيار بعناية تامة اي ان الاختيار يقوم علي تقاطع مصالح وترضيات وبصورة جهوية وقبلية واضحة في الوقت الذي تم فيه اقصاء حركات فاعلة ولديها ثقلها ووزنها وظلت لسنوات تنادي بالديمقراطية والحرية والسلام والعدالة ورأينا كان واضحا منذ فترة طويلة حول هذه الاتفاقية علي اعتبار انها معيبة ولن تخدم مصالح الشعب السوداني او تجلب له السلام انما هي تخدم مصالح واجندات الموقعين عليها لذلك طال الزمن او قصر ستذهب هذه الاتفاقية الي مهب الريح .
*وكيف كانت ردة فعل قادة الجيش بعد اعلانكم التضامن ومساندة قوات الشعب المسلحة ؟
مقاليد الامور
جاء الرد بالرفض تماما لان الفريق عبدالفتاح البرهان لايملك القرار بيده لان هناك مجموعات تسيطر علي كل مقاليد الامور داخل مؤسسة الجيش بل بالكاد هذه المجموعة تسيطر علي كل مقاليد الدولة في اجهزة المخابرات والجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة مجموعات الخبث والمصالح الذاتية الضيقة لذلك ليس بمستغرب ان يتم حجب الخطاب الرسمي الذي ارسلناه لقائد الجيش والاعلان من خلاله تضامنا ومساندتنا لهم وكما ذكرت لك هناك مجموعات داخل جهاز الاستخبارات السودانية وهي التي ظلت ومنذ استقلال البلاد تتحكم في كل شيء تبرم الاتفاقيات وتقصي ماتقصي وتأتي بمن تأتي وهذه المجموعات تمتد داخل الجيش وكل الكليات النظامية الكلية الحربية والشرطة والامن منذ الاجداد ويتم الاختيار لها وفق اساس مناطقي وجهوي ومعرفي وفوق هذا وذاك تمارس العنصرية والاقصاء لذلك تم تدمير السودان بالكامل ولكن للاسف الشديد كل هذه المجموعات اثرت الابتعاد والخروج من البلاد بعد اشتعال الحرب يتوزعون في بلاد الجوار ولم يتكرموا بالصمود والبقاء بهدف الدفاع عن اراضي ووحدة السودان الذي اصبح الان علي شفاه كارثة كبيرة وحرب اهلية ربما تقودنا الي الانقسام كل ذلك بسبب هذه المجموعات وسياساتها التي ظلت تمارسها طيلة السنوات الماضية.
*برأيك لماذا فشلت كل المبادرات الداعية لايقاف الحرب والتي كان اخرها مبادرة مصر ودول الجوار ؟
وجاهات ومتسلقين
اعتقد ان فشل كل المبادرات يعود الي ان كل دولة وكل طرف او مجموعة تضع مصالحها واجنداتها اولاً ولا تضع مصلحة البلاد وشعبها لذلك كان من الطبيعي ان تفشل كل المبادرات والتي اعتقد انها لا تقودنا الي سلام حقيقي وكما هو معروف اي سلام جزئ او اي اتفاق لا يجمع اصحاب الوجعة والمصلحة ويضم الوجاهات والمتسلقين والمنتفعين ويأتي علي اساس قبلي او جهوي ومناطقي بالتأكيد لايمكن ان نطلق عليه سلام شامل وكامل.
*لكن البعض اكد علي ان منبر جدة ربما يكون هو الخيار الوحيد لحل الازمة السودانية ؟
صحيح ان منبر جدة يضم دولتين لهما وزنها الدولي والاقليمي والقرار النافذ المتمثل في الولايات المتحدة الامريكية ذات الثقل الكبيروالنفوذ الواسع في العالم ككل والمملكة العربية السعودية التي تمتلك نفوذ ودورها المحوري في الشرق الاوسط وعلاقات واسعة وكبيرة مع الدول الافريقية وبقية دول العالم الا ان المنبر لن يحقق الهدف المنشود الا وهو وقف الحرب وايصال المساعدات الانسانية والانطلاق نحو ايجاد حل للازمة السودانية والتي اعتقد انها معقدة وتحتاج الي ارادة قوية من كل اهل السودان اضافة الي ذلك الطرفين ليست لديهم رغبة في ايقاف الحرب وتوقيع اتفاق سلام .
*هل تعتقد ان مطالب الطرفين في المفاوضات تزيد من تعقيد الازمة وعدم توصلهم لاتفاق وإطالة أمد الحرب؟
تدمير المرافق
في تقديري ان بعض المطالب التي دفع بها وفد الجيش هي منطقية خاصة انه طالب بخروج قوات الدعم السريع من المنازل وانهاء كل المظاهر العسكرية في الاحياء وتوفير ممرات امنة للمواطنين والعمل علي ايصال المساعدات الانسانية من دواء وغذاء …ونري ان اكثر المتضررين من هذه الحرب هو الشعب السوداني الذي فقد العديد من الارواح وتدمير كامل لكل المرافق الخدمية والعلاجية وتشريده من منازله واحتلالها بالكامل من قبل مليشيات الدعم السريع الذي مارس كل صنوف النهب والسلب والقتل والتشريد والاغتصاب
*لكن قوات الدعم السريع نفت كل هذه الاتهامات واكدت انها جاهزة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الاتهامات ووصفتها بانها إدعاءات من قبل الكيزان لتغطية فشلهم وهزيمتهم في هذه الحرب ؟
البلاد تعيش في حالة حرب وكل شيء ممكن لكن فيما يتعلق بانتهاكات الدعم السريع هي واضحة وصريحة وتم توثيقها من قبل افراد قوات الدعم السريع نفسهم وكل العالم شاهد الفيديوهات التي يبثونها في الميديا وبذلك هم اثبتوا علي انهم ارتكبوا هذه الجرائم واعتقد ان هذا دليل دامغ ولايمكن معه الانكار وبالتالي اذا تم تشكيل لجنة من قبل منظمة حقوق الانسان ستتكشف هناك جرائم كبيرة وعديدة والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا فرضت امريكا عقوبات علي الدعم السريع وبعض من قيادات الحركة الاسلامية ورموز النظام السابق ببساطة لانهم متورطون في ارتكاب جرائم في حق الشعب السوداني .
*شاهدنا بعض القبائل بولاية الخرطوم تعلن دعمها ومساندتها للدعم السريع مثل قبيلة النوبة والكبابيش والمساليت ؟
رأي القبائل
الموقف الذي اتخذته بعض القبائل بولاية الخرطوم باعلانها الوقوف مع الدعم السريع ومساندته لاتعبر عن كل مكونات هذه القبائل خاصة ان بعض القبائل اصدرت بيانات اكدت فيها ان مايحدث لا يعبر عن رأي القبيلة ككل انما عن بعض الافراد الموجودين بولاية الخرطوم والذين اتخذوا هذه الخطوة ربما من باب المصلحة واضافت الي ان هذه القبائل موجودة في مناطق سيطرة الدعم السريع وبالتالي ربما اتخذت هذه الخطوة خوفاً من تلك القوات ان تبطش بها .
*ماهو رأيك تجاه مايحدث في دار فور من قبل الدعم السريع الذي اتجه الي عقد مصالحة بين القبائل وتحمله المسئولية كاملة في استعادة الامن بالاقليم ؟
اقليم دار فور او ولايات دار فور ظلت طيلة السنوات الماضية تعاني من ويلات الحرب ويعاني المواطنين اكثر من اي وقت مضي من خلال الحرب التي اندلعت في 15 ابريل بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي يعتبر الاقليم يمثل اكبر حاضنة بالنسبة له وبالتالي كان لابد ان يعقد العديد من المصالحات بين القبائل حتي يتمكن من السيطرة عليه بشكل تام ونحن نأمل ان يعود الامن والاستقرار لأهلنا في دار فور .
* ماهي الصيغة المثلي لايقاف الحرب والانخراط في مفاوضات جادة تفضي الي سلام حقيقي ؟
اذا نظرنا الي العلاقة بين الجيش وقوات الدعم السريع نجد انها كانت علاقة جيدة وقوية حتي في القريب لكن هناك اطراف متلازمة لهما هي التي لعبت دوراً كبيراً في توتر العلاقة بينهما واشعال الحرب و الطرفين هما (الكيزان ) او جماعة الاخوان التي تسيطر علي مؤسسة الجيش وفي المقابل الطرف الثاني ( قوي الحرية والتغيير ) التي تختبئ خلف الدعم السريع وكلاهما يمارسان اساليب قذرة بهدف السيطرة علي مقاليد الدولة السودانية دون مراعاة للخراب والدمار الذي اصاب البلاد في كل مؤسساتها وبنيتها الاقتصادية وقتل واغتصاب وتشريد الشعب السوداني الذي اصبح لاجئاً في كل دول الجوار لذلك لن يتم اي اتفاق بين الجيش والدعم السريع او وقف لاطلاق النار بين الطرفين الا بابعاد الاطراف الملازمة لهما .
*البرهان من خلال قمة الايغاد الاخيرة اكد علي ضرورة طرح مبادرة شاملة لحل الازمة السودانية تشارك فيها كل القوي السياسية دون استثناء احد في الوقت الذي تعاني فيه القوي السياسية الانقسام الحاد وتبادل الاتهامات ؟
دول الايغاد كينيا ، يوغندا ، اثيوبيا ، اريتريا ، جيبوتي ، جنوب السودان كل هذه الدول لا تمتلك قرار بشأن الصراعات والحرب في الاقليم بجانب التقاطعات ومصالح تلك الدول وهذه القمة لا تقضي الي ايجاد الحلول اما فيما يتعلق بمبادرة البرهان والتي طالب فيها بمشاركة كل القوي السياسية السودانية اعتقد ان هذا ضرب من ضروب المستحيل لانه لا يمكن باي حال من الاحوال ان تجتمع او تتفق القوي السياسية المتمثلة في الاحزاب والكتل اضافة الي حركات الكفاح المسلح …الخ وكما ذكرت سابقا هناك بعض من الاحزاب والكيانات السياسية والحركات لاتريد ان يكون هناك حل شامل جذري للازمة السودانية لان ذلك يأتي ضد مصالحها وسبق ان طرحنا نحن في تحالف تقاوم مبادرة عريضة يشارك فيها كل القوي السياسية والحركات ….الخ الهدف منها توقيع اتفاق سلام شامل وعادل … اتفاق يفضي الي ردم الهوة الكبيرة بين الهامش والمركز والعمل علي رتق النسيج الاجتماعي وجبر الضرر والمصالحة و التعايش السلمي ورد المظالم وتقسيم عادل للثروة والسلطة .. ولكن قوبلت هذه المبادرة بالرفض التام من قبل المنتفعين و المتسلقين و المتخاذلين والخونة .