زوبعة ثارت في مواقع التواصل الإجتماعى في مصر بعدما أعلن الإعلامي “عمرو أديب” في برنامجه الشهير عن حصوله على الجنسية السعودية إلى جانب جنسيته المصرية ، وكان فرحا فخورا بذلك وهذا حقه!!
والآراء التي تابعتها في هذا الموضوع إنقسموا إلى قسمين ..
هناك من رحب بهذه الخطوة!!
لكن الأغلبية كما لاحظت إنتقدت هذه الخطوة متسائلين عن أسبابها ، وبالتأكيد هو الذي طلبها .. طيب ليه وعلشان إيه ..
وهل هي خطوة جديدة في طريق البزنس والفلوس .. ورجحوا أن “تركي آل الشيخ” مسئول الحفلات الترفيهية بالسعودية ساعده على ذلك!!
وعلاقته وثيقة جداً بعمرو أديب.
وإذا سألتني حضرتك عن رأيي في هذا الموضوع فإنني أقول بكل وضوح : أنني لست مع هذا الفريق أو ذاك ، ولكن ما جرى يثير العديد من التساؤلات ويدخل في دنيا العجائب!!
وأشرح ما أعنيه قائلاً : أن الأولى بالحصول على هذه الجنسية شقيقه الأكبر “عماد أديب” .. وهو وثيق الصلة جداً بالنظام السعودي .. وكان يعمل رئيساً لتحرير مجلات وصحف سعودية وأوصلها إلى القمة بفضل مهارته الصحفية ، فهو بالتأكيد صحفي شاطر وإعلامي ناجح ، لكنه للأسف لم يعطي للمهنة كل تركيزه وإهتمامه ، وأتجه إلى مجالات أخرى ، فخسر الكثير من النواحي المهنية والمالية!!
فلماذا لم يحصل الشقيق الأكبر على الجنسية السعودية هو الآخر بينما حصل عليها شقيقه الأصغر ؟؟
والتجنيس بجنسية دولة أجنبية لها أسباب أربع لا خامس لها ..
١_ أن يتم ولادته في تلك الدولة فيحصل على جنسيتها تلقائيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية .. وأعرف شخصياً أناس من بلدنا يعني مصريين حرصت زوجاتهم على الولادة في أمريكا لهذا السبب بالذات!!
٢_ أن يكون الأجنبي مقيم في دولة غير دولته لفترات طويلة يستحق بعدها الحصول على الجنسية وهو الأكثر شيوعاً.
٣_ أن يستثمر فلوسه في دولة ما فيحصل على جنسيتها تشجيعاً له ليكون قدوة لغيره.
٤_ أن يقدم أعمال مميزة لهذه الدولة ، وتتم مكافأته على ذلك بالحصول على جنسيتها ، ولا يحدث ذلك عادة إلا إستثناء .. وعلى سبيل الندرة .. وهذا النوع لم يظهر إلا في السنوات الأخيرة في بعض الدول ومنها بلدان عربية مثل الإمارات والسعودية.
وفي عام ٢٠١٩ أصدر الملك “سلمان” خادم الحرمين أمرا ملكيا بفتح باب تجنيس الكفاءات العلمية والطبية والشرعية والثقافية والرياضية والتقنية ، بما يسهم في تعزيز عملية التنمية ، ويعود بالنفع على الوطن.
ولاحظ معي أن هذا الأمر الملكي لا ينطبق أبدا على “عمرو أديب” لأن هدفه تعزيز عجلة التنمية ليعود بالنفع على الوطن .. يعني السعودية وليس مصر .. وهذا الإعلامي معروف بنشاطه في مصر ، وجمهور بلدنا هو الذي يتابعه ..
حتى ولو كان له صلات بالسعودية وعمل في قنواتها ..
والأمر الملكي يخص فقط من قدموا خدمات مباشرة للسعودية بحيث تكافئهم عليها.
وقد بحثت عن المصريين الذين حصلوا على الجنسية السعودية بمقتضى هذا المرسوم الصادر عام ٢٠١٩ .. فلم أجد إلا إثنين فقط أحدهما مهندس ورجل أعمال يحمل الجنسية المصرية الأمريكية واسمه “عمرو عوض الله” وهو مستثمر في الشركات الناشئة ومتخصص في أسلوب عملها ، والسعودية تحتاج جداً إلى صاحب خبرة في هذا المجال ،
والثاني “محمد علي جودت” ، وهو خبير تكنولوجيا من طراز خاص ، وكان أحد أعمدة شركة “جوجل” الأمريكية العملاقة قبل أن يستقيل ليتفرغ لعمله الخاص ، والسعودية لها نشاط واسع في مجال التكنولوجيا والإنترنت ، ولذلك فإعطاءه الجنسية أمر مطلوب لصالح السعودية .. وهؤلاء فقط من المصريين الذين حصلوا على الجنسية السعودية بطريقة إستثنائية ، ومن فضلك قارن هؤلاء بالإعلامي “عمرو أديب” ليتأكد لك أن منحه الجنسية بهذه الطريقة أمر يثير علامات إستفهام عديدة ويدخل في دنيا العجائب!!
محمد عبدالقدوس