وصل رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ((تشارلز كيو براون)) إلى تل أبيب قادماً من القاهرة، يوم الأحد الموافق 25/8/2024، بعد ساعات فقط من هجمات موسعة بين الجيش الاسرائيلي وجماعة “حزب الله” اللبنانية.
حيث أطلق “حزب الله” مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على ((إسرائيل)) في وقت مبكر الأحد، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب لبنان بنحو 100 طائرة لإحباط هجوم أكبر، في واحدة من أكبر الاشتباكات في المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر. وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، بأن الجنرال الأميركي سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الأحد، أن وزير الدفاع ((لويد أوستن)) وجه ببقاء مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، مما يعزز الوجود العسكري الأميركي وسط تصاعد التوتر الإقليمي.جاءت توجيهات أوستن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، ((يوآف غالانت))، ناقشا خلاله الإجراءات الإسرائيلية لصد هجمات “حزب الله”، وفق بيان المتحدث باسم “البنتاجون” الجنرال ((بات رايدر)). وجدد أوستن التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”،على حد تعبيره،
والتزام الولايات المتحدة الثابت بدعم دفاع ((إسرائيل)) ضد “التهديدات من إيران وشركائها الإقليميين ووكلائها”.والخميس الموافق 22/8/2024، أعلنت القيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM، وصول حاملة الطائرات USS Abraham Lincoln (CVN 72) والمدمرات المرافقة لها، إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد توجيهات وزير الدفاع بتسريع عملية انتقالها إلى المنطقة. ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الاسرائيلية عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن الولايات المتحدة “ساعدت في تعقب وابل الصواريخ والطائرات المسيرة، التي أطلقها حزب الله على إسرائيل، لكنها لم تشارك في الضربات في لبنان أو في إسقاط المقذوفات القادمة)).وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الاستباقية الإسرائيلية الليلة الماضية. قدمنا بعض الدعم (لمهام جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع) فيما يتعلق برصد هجمات حزب الله اللبناني الواردة، لكننا لم ننفذ أي عمليات، لأن الأمر لم يتطلب ذلك”.وتابع: “نواصل مراقبة الوضع بدقة، ونبقى مستعدين جيداً وجاهزين لدعم دفاع إسرائيل عن نفسها ضد هجمات إيران وأي من وكلائها”.
تحليل وأستنتاج:-
—————-
1.أن زيارة الجنرال الامريكي بروان الى ((اسرائيل))جاءت في ((الوقت الضائع)) كما يقال لان أصلا الاشتباكات بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي موجودة أصلا والتهديد الايراني لقصف((اسرائيل))لازال قائما لحد أعداد هذه المقالة وهذا ماكشف عنه وزير الخارجية الإيراني ((عباس عراقجي))، يوم الأحد الموافق25/8/2024، أن ردهم على ((إسرائيل)) بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران “سيكون دقيقا ومحسوبا ولا مفر منه”.
2.محور المقاومة في المنطقة في حالة أنذار كامل وفي جاهزية لم تسبق لها مثيل منذ أندلاع معركة ((طوفان الاقصى)) في السابع من أكتوبر2023 ولحد الان وهذا هو الفرق بين مقاتلي محور المقاومة والجيوش الغازية كالجيش الاسرائيلي والامريكي فمقاتلي المقاومة يقاتلون وفق عقيدة فكرية ودينية بينما يقاتل الجيش الاسرائيلي والامريكي وفق مذهب قتالي عدواني وتوسعي وأستيطاني.
3.يؤمن محور المقاومة بحتمية أزالة ((اسرائيل)) وأن ساحات المقاومة لم تعمل إلى الآن بكامل طاقاتها،وثمة الكثير من الأسلحة والخبرات القتالية التي يمكن أن تتسبّب للكيان الإسرائيلي بأزمات لم يعايشها من قبل.
4-لم تكن قناعة حتمية أزالة ((اسرائيل))مقتصرة على محور المقاومة بل أن قادة الكيان الاحتلالي المسخ يؤمنون بذلك أيضا حيث أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق، ((إيهود باراك))، في مقال صحفي له نشر في أغسطس2022 مخاوفه من قرب زوال ((إسرائيل))قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها((أي عام2027))، مستشهدًا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تُعمَّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين، فترة الملك داوود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفككهما في العقد الثامن، وإن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي الثالثة، على وشك دخول عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها لعنته كما نزلت بسابقتها، لأن العصف يتملكنا، والتجاهل الفظ لتحذيرات التلمود”. ووفق المعتقدات اليهودية، فقد قامت مملكتهم الأولى بين عامي 586-516 قبل الميلاد، أما حقبة الحشمونائيم فاستغرقت بين عامي 140-37 قبل الميلاد، وبالتالي فإن تجاوز ((إسرائيل)) للعقد الثامن أمتداد الى عام2027 يبدو مخالفًا لما درجت عليه سنن التاريخ اليهودي. أما رئيس الحكومة الاسرائيلية، ((بنيامين نتنياهو))، فقد سبق ((أيهود باراك))، بقوله في 2017: إنني “سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، لأن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمنًا، وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة“.
الكاتب ..بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- [email protected]