حوارات

الفنان السوداني الشاب عبده شيخ الدين للشريان

الغناء النــوبي هـو أســــاس الـفـن الســــــوداني ...!!

 

انا محظوظ لانني نشأت وترعرعت في أسرة فنية من الدرجة الأولي !

إشادة ابوعركي البخيت وعصام محمد نور بي قلادة شرف أعتز وافختر بها  !

لايوجد في الساحة غناء هابط ويمكن ان نطلق عليه دون المستوي !

الاعلام  هو سبب عدم وصول الفن السوداني للعالمية ..ولدي اعمال خاصة ستري النور قريبا…!؟

 

حاوره بالدوحة : النور يوســــــــف

الفنان عبده شيخ الدين او عبدوش كما يحلو لمعجبيه واحدا من الفنانين الشباب الذين يحظي بقبول كبير جداً في بلاد الغربة وتحديدا في دولة قطر من قبل أبناء الجالية السودانية واصبح دائم الحضور في كل مناسباتهم واحتفالاتهم سواء كانت الخاصة أو العامة لكونه صاحب صوت غنائي جميل إضافة الي اجادته للعزف علي ألة الأورغن والغناء الاثنين معاً باحترافية ومهنية عالية يحسد عليها عبدوش واحدا من الشباب الذين قست عليهم ظروف الحياة المعيشية وجــعلته يغادر الســــودان مرغماً بحثا عن حياة كريمة و مســتقبل افضــــل ( الشريان) أجرت حواراً مطولا مع الفنان عبده شيخ الدين في الدوحة  والذين تحدث فيه عن بداياته في الوسط الفني واجادته للعزف والغناء الاثنين معاً ورأيه حول الغناء الحالي في الساحة الفنية والشعراء والفنانين الذين تعامل معهم بجانب العديد من الأسئلة المتعلقة بمسيرته والغناء السوداني وماهي رسالة الفنان خاصة في ظل  الحرب اللعينة الدائرة في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم  السريع .

*نريد  ان تحدثنا عن البدايات ؟

أولاُ انا أسمي بالكامل عبده هارون شيخ الدين جبريل وأسم الشهرة عبدوش أو عبده شيخ الدين

وانا من أسرة فنية وكلهم خريجي معهد الموسيقي والدراما واعتقد انني محظوظ لانني نشأت وترعرعت في بيت فني من الدرجة الاولي اعمامي واخواني واخوالي والبيت لا يخلو من الة موسيقي بل تجد ان هناك الة في كل ركن او كل غرفة بالبيت  وبداياتي كانت من خلال الدورات المدرسية وكنت اعزف علي الايقاع ثم الة الاكوردين ثم بعد ذلك اتجهت الي العزف علي  الاورغن وتأثرت كثيراً باستاذي الفنان عادل مسلم وايضا الفنان حيدر بورتسودان وانا احبهم جداً ومازلت وحبي لهم ليس القيام بتقليدهم بل تأثرت بامكانياتهم وقدراتهم الفنية العالية والتي اعطتني دافعا قويا في الوصول الي المرحلة التي وصلت اليها الان في مشواري الفني

*هل تأثرت بغناء الحقيبة وقمت باداء بعض الاغنيات وهل هناك فنان تأثرت به وكنت تردد اغنياته ؟

اعتقد ان كل فنان في بداياته يقوم بترديد اغاني الاخرين سواء كان من اغاني الحقيبة او غيرها وانا شخصياُ في بداياتي كنت اقوم بترديد بعض الاغنيات اضافة الي ذلك كل اغنية حلوة وجميلة  من أغاني الحقيبة احفظها اقوم بادائها

*كيف تمكنت من الجمع بين الغناء والعزف الاثنين معاً ؟

بداياتي عندما كانت  بالعزف علي الأورغن والغناء شهدت  تشجيعاً  كبيراً من قبل  اصدقائي واسرتي انذاك كما ذكرت لك اهل بيتي كلهم موسيقيين دكاترة وماجستير كما انني درست في قصر الشباب والاطفال بامدرمان الدفعة عشرون وهي مشهورة وهي دفعة درست موسيقي ودراما وبعدها كنت اغني ومعي عازفين وعندما سافرت الي ولاية غرب كردفان المجلد وهناك لم أجد عازفين وكنت ادندن واعزف علي الة الاورغن حتي تمكنت من اتقان عملية العزف والغناء لانني كنت لم اجد عازف اورغن متخصص ليعمل معي وبعدها سارت الامور بشكل جيد ومن وقتها وانا اجيد الغناء والعزف الاثنين معاً ومن هنا تحياتي لكل العازفين في غرب السودان علي رأسهم الاستاذ عبده جرامي ومحمد طه جرامي والطيب خواجه ومن المقربين لي جداً الزاكي ابايزيد والذي اطلقت عليه ( خليفتي ) لانه اصبح يجيد العزف والغناء مع بعض وايضا  الصديق عمار

*في بداية مشوارك الفني هل وجدت اي اعتراض من الاسرة في دخول هذا الوسط الفني؟

كما ذكرت لك انا من اسرة فنية تحترم جداً الفن والعكس تماماً  وجدت تشجيع غير عادي من كل الاسرة اما مسألة ان الوسط الفني وسط قذر اعتقد ان هذا يعود لتربية الشخص نفسه لان الموسيقي بريئة تماماً من مايقال عن الموسيقي او الوسط الفني ووصفه بانه وسط قذر لايمكن مثلا ان اتغني باغنية  مثل (كيف الحياة من غير ديمك ) وفي نفس الوقت أكون انا حاقداً علي شخص اخر وفي كل مرة اختلق معه مشكلة والفن هو سلوك وادب وتسامح واخلاق وأدب والفنان الحقيقي هو الذي يتسامي فوق الصغائر وهناك الكثيرون من الفاقد التربوي دخلوا هذا الوسط  من اجل مأرب و لذلك تجد ان هناك الكثير من النشاذ و اساس الفن  هو التربية والتسامح .

*هل تعاملت مع بعض الشعراء الكبار أو الشباب ؟

هناك العديد من الشعراء الذين ابدوا رغبة في التعامل معي كما انني امتلك بعض الاعمال الخاصة لم تري النور بعد بسبب ظروف الغربة  والانشغال بالعمل وظروف الحياة لكن خلال الفترة القادمة ستري النور انشاء الله ومن الشعراء الكبار الذين تعاملت معهم الاستاذ والشاعر الكبير الكمبلاوي اغنية ( ماحسيبك طول ماعايش ) وهي من كلماته والحان خشم الموس والتي ستري النور قريباً باذن الله

اما فيما يتعلق بالدعم والاشادات التي وجدتها في الوسط الفني هناك العديد من الاصدقاء والفنانين الذي وجدت منهم اشادات كبيرة والتي اعتز بها علي راسهم استاذي والفنان الكبير ابوعركي البخيت وايضاً استاذي وصديقي العزيز الفنان عصام محمد نور والفنان الكبير اسماعيل حسب الدائم عندما جاء الينا في الدوحة بجانب الاشادة الكبيرة التي وجدها من استاذنا الكبير والدكتور عثمان النو هذا بجانب العديد من الاشادات من بعض الفنانين الشباب خاصة ثنائي عقد الجلاد انور عبدالرحمن والخيرادم  وبعض الشعراء والموسيقيين .

*هل فكرت في إنتاج اعمال خاصة بك ؟

الفكرة موجودة ولدي العديد من الاعمال الخاصة والتي ستري النور قريباً وتأخر تقديمها بسبب الغربة والتي اعتقد انها تخصم الكثير من الفنان خصوصا في ظل الحرب اللعينة الدائرة في السودان اضافة الي الظروف المعيشية كما انه لم تتوفر لدي غرفة خاصة لعمل البروفات او تكون بمثابة ورشة مصغرة لاعمالي ولدي اغنية خاصة وهي من كلماتي الحاني اسمها ( السعيه ) وهي اغنية تراثية تعني بتراث اهلنا بغرب السودان ولاية غرب كردفان المجلد وأصبحت هذه الاغنية متداولة  في كل  الدورات المدرسية وفي الاحتفالات او المناسبات الخاصة والعامة بالنسبة لاهلنا في ولاية غرب كردفان الذين لديهم معزة خاصة لي علي اعتبار  انهم اهلنا واحبابنا الغاليين ومن هنا ارسل تحياتي لكل الاهل والاصدقاء والاحباب بولاية غرب كردفان  كما انه لايعني الاستكانة علي أغنية واحدة بل  ينبغي علي  الاجتهاد  اكثر خلال الفترة القادمة حتي يتم تقديم بعض من الاعمال الفنية الخاصة بي

*ماهو رأيك في الغناء النوبي وهل سبق ان قدمت بعض الاعمال او الاغاني النوبية ؟

في تقديري ان الغناء النوبي هو أساس الغناء السوداني علي اعتبار ان الحضارة النوبية هي من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية  لذلك يمثل الغناء النوبي حجر الزاوية  للغناء في السودان ويمتاز الغناء النوبي بالرصانة والكلمات البليغة  وانا يعود اصلي الي النوبة علي اعتبار انني من أب دنقلاوي لكن رغم ذلك لم يسبق لي ان قدمت اغاني نوبية ولكن اتمني ان اقوم خلال الفترة القادمة بتقديم بعض الاغاني النوبية كما اسعي للتعاون مع بعض الفنانين والشعراء النوبيين   .

*كيف تري الغناء الحالي في الساحة خاصة مايسمي بغناء القونات والذي وصفه البعض بانه غناء هابط ومبتذل شوه صورة الغناء السوداني ؟

كما هو معروف  الغناء نجد انه هناك اغاني الحقيبة والغناء الحديث لا اعتقد ان هناك غناء يمكن ان نطلق عليه غناء هابط بل غناء دون المستوي ان جاز التعبير في ظل دخول العديد من الاشخاص الوسط الفني ومن بيئات عديدة  وطبقات  مختلفة  وتجد ان هناك فنانين من طبقة مثقفة يؤدون  الغناء الرمزي اخرين من بيئات شعبية وغير متعلمين يؤدون الغناء السوقي كما ان نجد  هناك اغاني المقارز لبعض الفنانات  وبالتالي كل فنان ينشأ في البيئة التي ولد فيها يتغني باغاني او يقوم بترديد كلمات تعبر عن المحيط الموجود فيه فمثلا القونات او الفنانين الذين ظهروا في الساحة مؤخراً  وليس كل الغناء هابط كما يشاع  فنجد ان هناك اغاني كلماتها بسيطة تعبر عن بيئة الفنان او المحيط الموجود فيه فمثلاً  اغنية حرامي القلوب والتي وجدت انتقادات عنيفة لكن اذا نظرنا الي كلماتها  سنجدها بسيطة وبالدارجية او العامية السودانية البسيطة  لكنها في ذات الوقت حلوة وجميلة.

*السؤال الذي ظل يطرح باستمرار لماذا لم تصل الاغنية السودانية للعالمية والبعض يحمل الاعلام المسئولية والتقصير في ابرازها والبعض الاخر يضع اللوم علي الفنان نفسه ؟

هذا الامر يعود لكبر حجم السودان وعدم توصيل المادة للجمهور اضافة الي الفنان نفسه لانه عندما يأتي الي دائرة الضو او الاعلام تجد انه يقوم باداء الاغنية بنفس الايقاع والموسيقي لكنه يقوم بتبسيط الكلمات فالتالي هنا تضيع هوية الاغنية اما الغناء النوبي لايوجد به تبسيط فالكلمات تردد كما هي ونلاحظ ان اذا ذهبت الي اقصي غرب السودان ام دافوق مثلاً وقلت لاي شخص اعطيني مويه سيعطيك الماء اما اذا انت من غرب السودان وذهبت الي اقصي شمال السودان وقلت لاي شخص (انطيني المي)  فستموت من العطش لانه لاتجد شخص يمكن ان يعرف معني هذه  الكلمات فينيغي ان يتم توصيل الكلمات كما هي دون تبسيط  واذا نظرنا الي السودان نجد انه به اكثر من 530 قبيلة وكل قبيلة لديها ثقافات وعادات وتقاليد ورغم كل هذا التنوع الثقافي الا اننا فشلنا في توصيله الي العالم وهذا يعود الي تقصير الاعلام وخاصة قناة السودان القناة الاولي والرئيسية والتي تعبر عن كل قبائل السودان وهي التي ينبغي عليها ان تقوم تسليط الضؤ علي كل هذا التنوع الثقافي والحضاري ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً .

*ماهي رسالة الفنان في ظل الحرب الحالية بالسودان وكيف تنظر لتبني بعض الفنانين لمواقف سياسية معينة  ؟

اذا نظرنا الي الحرب الدائرة في السودان نجد انها بين قوة عسكرية وقوة اخري تمردت عليها والقوة العسكرية هي تمثل جيش السودان رغم ان الكثير من السودانيين يصفون  الجيش بانه جيش الكيزان وتارة جيش البرهان  وماشابه ذلك ويفترض ان لاينتمي الفنان لاي حزب سياسي اوتيار سياسي اما الوطنية هي واحدة اي ان الانحياز للوطن هي يفترض ان يكون خيار اي فنان

وبالنظر الي الحرب الدائرة حالياً في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع نجد انها افرزت العديد من السلبيات وخلقت الكثير من الدغائن والدعوي الي العنصرية وخطاب الكراهية  فنجد ان هناك العديد من القبائل تقف جنبا الي جنب الي قوات الدعم السريع وانا لا ألوم اي شخص في خياراته او يدعم طرف علي حساب طرف اخر وهو حر في مواقفه لكن انا شخصياً ادعم قوات الجيش علي اعتبار  ان جيش الوطن ويدافع عن ترابه ومكتسباته  وموارده ونحن نتمني الاستماع الي صوت العقل والحكمة والعمل علي ايقاف الحرب والوصول الي سلام يجنب البلاد المزيد من الدمار والخراب والقتل والتشريد وان يعود للسودان الامن والامان والسلام والاستقرار في كل ولايات البلاد و الفنان لديه رسالة تجاه المجتمع وهي الدعوي الي السلام والمحبة والاخاء والتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع الواحد

وعلي الفنان عدم تبني اي مواقف سياسية او الدفاع عن مكون سياسي او حزب بعينه لان الفنان لديه رسالة واضحة وعندما يتعلق الامر بالوطن فينبغي أن ينحاز للوطن ويدعم كل  قضاياه .

كلمة اخيرة

اتمني ان توقف الحرب في البلاد ونزيف الدم السوداني ويتم اتفاق سلام يفضي الي استقرار وامن وامان يعم كل ربوع الوطن الحبيب وتزدهر وتنهض البلاد وان يعمل الجميع علي نبذ خطاب الكراهية والعنصرية ونشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة كما اشكر اسرة صحيفة الشريان علي هذه الحوار الذي اتمني ان اكون قد اجبت علي كل الاسئلة المطروحة بكل اريحية ووضوح كما اتمني ان يوفقني المولي العلي القدير في استكمال مشروع اعمال الخاصة حتي تري النور قريبا باذن الله.

 

 

اظهر المزيد

صلاح فضل

جاهدنا واجنهدنا لمواصلة مسيرتنا الصحفية عبر (بوابة الشريان) للعام الخامس على التوالي مع اقتراب حلول العام الجديد 2024 حرصا منا على تقديم خدمة صحفية ملتزمة بالدقة والموضوعية فيما طرحناه ونطرحه منذ بداية تحملنا تلك المسؤلية انطلاقتها في 2019 وهذا الالتزام جعلنا أصحاب رؤية صائبة في كل ما قدمناه من خبرات عالية من خلال استقطاب كبار الكتاب والصحفيين المتميزين ممن ساهموا وتعاونوا بحب وتفان دون اي مقابل مادي سوى الحب المتبادل فقط لاغير وهم لا يأ لون جهدا لاستكمال هذه المسيرة واسرة التحرير تقدر جهودهم الجبارة في بلاط صاحبة الجلالة فهنيئا للقراء الأعزاء والجديد في هذه النسخة اضافة (قناة الشريان) تضم حوارات ومنوعات وافراح وما يستجد من فيديوهات مختلفة ومبتكرة
زر الذهاب إلى الأعلى