وتستمر الاستقالات داخل الجيش الاسرائيلي بسبب طوفان الاقصى
أعلن الجيش الإسرائيلي استقالة مسؤول عسكري كبير في صفوفه، بسبب ما اعتبره الفشل في الحؤول دون وقوع هجوم حركة حماس داخل ((إسرائيل)) في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول2023.وقال الجيش في بيان، إن قائد الفرقة 143 «فرقة غزة» البريغادير جنرال ((آفي روزنفلد))،أبلغ المسؤولين عنه، الأحد9/6/2024، نيته ترك مهامه في الجيش الإسرائيلي.وأوضح «سينهي الضابط مهامه في المستقبل القريب».وكتب روزنفلد في رسالة الاستقالة التي نشرها الجيش «على الجميع تحمّل مسؤوليته وأنا المسؤول في الفرقة 143».وأضاف في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول2023، فشلت في مهمة العمر المتمثلة في حماية غلاف غزة في إشارة إلى بلدات في جنوب إسرائيل عند الحدود مع غزة)).وفي إبريل/ نيسان2024، كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال ((أهارون حاليفا))، أول مسؤول رفيع المستوى يتنحى لفشله في الحؤول دون وقوع هجوم حماس غير المسبوق.وفي رسالة الاستقالة قال حاليفا الذي خدم في الجيش مدة 38 عاماً، إنه(( يتحمل مسؤولية الفشل في الحؤول دون وقوع الهجوم)).وكتب «شعبة الاستخبارات تحت قيادتي لم ترق إلى مستوى المهمة المنوطة بها».
تحليل وأستنتاج
1.تعتبر استقالة ((آفي روزنفلد)) بعد أستقالة ((أهارون حاليفا)) واستقالات اخرى جرت في فترة سابقة حيث قدم عدد من المسؤولين الإسرائيليين خلال الأشهر الماضية استقالاتهم على خلفية اتهامات بالإخفاق في إدارة الحرب على غزة، مع توقعات بسلسلة من الاستقالات في قيادة الجيش، تضم رئيس الأركان ((هرتسي هاليفي)) ونائبه ((أمير برعام)).تطور مهم جدا لحالة الانهيار النفسي للقادة الاسرائيليين داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ولاهمية الفرقة التي كان مسؤولا عنها التي تسمى «فرقة غزة» وهي فرقة عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي ، وتعمل تحت إمرة المنطقة العسكرية الجنوبية، ومقرها قاعدة ((رعيم)) التي تبعد عن قطاع غزة 7 كيلومترات، وتكمن مهمتها في حراسة الحدود المتاخمة لقطاع غزة، وإدارة عمليات الاغتيال وتدمير الأنفاق التي تكتشفها في غلاف غزة، وتضم لواءين: شمالي وجنوبي.
2.بدأت داخل الجيش الاسرائيلي حالة أنهيار نفسي حقيقي بسبب عدم وجود ثقة بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين الاسرائيليين ويؤكد هذه الحقيقة الجنرال ((رافي ميلو))،((قائد الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي)) بأن هناك أزمة ثقة كبيرة في الجيش.حيث نقلت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية عن الجنرال ((رافي ميلو)) ((أن هناك أزمة ثقة كبيرة من المواطنين الإسرائيليين في الجيش، وهناك صعوبة كبيرة في توفير الشعور بالأمن لسكان البلاد)).واعترف القائد العسكري الإسرائيلي بأن كيانه لم يوفر أو يؤمن الحماية لمستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر2023، وهو اليوم الذي بدأت فيه عملية “طوفان الأقصى” التي أعلنت عنها حركة حماس، مشيرا إلى أن الجيش يدرك المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر الماضي.
3. نقلت وسائل إعلام إسرائيلية في شهر يناير/كانون الثاني 2024أن الجيش بدأ بإجراء تحقيقات داخلية حول إخفاق السابع من أكتوبر2023، وعيّن لجنة ضمّت في صفوفها رئيس الأركان السابق ((شاؤول موفاز))، والرئيس السابق لوكالة الأمن القومي ((زائيفي باركاش))، والقائد السابق لقيادة الجيش الجنوبية ((سامي ترجمان)).هذه اللجنة الداخلية قد لا تكون بديلة عن لجان حكومية أو قضائية تم تشكيلها بعد الحرب للنظر في الأداء السياسي والعسكري، ومن المتوقع أن تشمل كل المستويات السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، على الرغم من أن خطابات الاستقالة أو المسؤولية لا تظهر حالياً إلا من داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، فيما يتجنب السياسيون أي تصريحات من هذا النوع.
4. لم تكُن استقالة رئيس ((شعبة الاستخبارات العسكرية)) (أمان) اللواء ((أهارون حاليفا))، التي تقدم بها يوم الاثنين 22 أبريل/نيسان 2024بالمفاجأة، فإخفاق الجهاز في قراءة نيات حركة حماس والتنبؤ بهجوم 7 أكتوبر2023، وعجزه عن قراءة مؤشراته، جعلا منه العنوان الأهم لحالة الفشل التي مُنيت بها المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.حاليفا الذي أرجأ استقالته لمدة 6 أشهر بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قرر أن ينهي مهامه في قيادة ((الاستخبارات العسكرية))، مشيراً في وثيقة استقالته التي قبلها رئيس الأركان ((هرتسي هاليفي))، وصدّق عليها وزير الدفاع ((يؤاف غالانت))، إلى أنه سوف يحمل “ذلك اليوم الأسود (7 أكتوبر) معي، يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة، سأحمل معي إلى الأبد الألم الرهيب للحرب”.
تقرير يكتبه ؛ أ.د.جاسم يونس الحريري بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- [email protected]