قال ((ديفيد بتريوس))مدير وكالة المخابرات المركزية السابق في16مايو2024،إن “العائق الوحيد الكبير” أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية هو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني))، مضيفا أن هذا الأمر “بعيد المنال” في الوقت الحالي. وأعرب((بنيامين نتنياهو)) رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن معارضته لحل الدولتين، الذي تم الترويج له لأول مرة في اتفاقيات أوسلو الموقعة في13سبتمبر1993 ويدعمه العديد من الجهات الفاعلة الدولية. وأضاف نتنياهو إن “حل الدولتين الذي يتحدث عنه الناس بشكل أساسي سيكون أعظم مكافأة للإرهابيين”.وقال موقع”أكسيوس”وهو موقع ويب إخباري أمريكي،مقره في مقاطعة ((أرلنغتون))في ولاية((فرجينيا الأمريكية))”يأمل المسؤولون الأمريكيون في التوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع السعوديين، ومن ثم تقديمها إلى نتانياهو، الذي يتضمن الجزء الخاص به من الصفقة إنهاء الحرب في غزة والالتزام بمسار نحو حل الدولتين”. وتحاول إدارة الرئيس الأميركي، ((جو بايدن))، منذ أشهر دفع السعودية و((إسرائيل)) للتوقيع على ((اتفاق سلام))!!!، لكن مباحثات الصفقة انهارت وتوقفت بعدما شنت حركة حماس، في 7 أكتوبر2023 ((طوفان الاقصى))، هجوما على ((إسرائيل)) والتي ردت عليه بحرب على حماس في غزة. وقال وزير الخارجية الأميركي، ((أنتوني بلينكن))، من الرياض، إنه يبدو أن “العمل الذي تقوم به السعودية والولايات المتحدة معا فيما يتعلق باتفاقياتنا الخاصة قريب جدا من الاكتمال”، ولكن للمضي قدما بالتطبيع، “يلزمنا تحقق هذين الأمرين: الهدوء في غزة، ومسار موثوق به نحو دولة فلسطينية”. وتناقلت وسائل إعلام أمريكية يوم الثلاثاء الموافق21/5/2024تصريحات ((جاك سوليفان))، مستشار الأمن القومي الأمريكي، التي قال فيها ((إن واشنطن تقترب من توقيع اتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن التطبيع بين الرياض وتل أبيب)). ورغم هذه التصريحات، إلا أن ((هيئة البث الإسرائيلية)) الرسمية أوردت، يوم الثلاثاءالموافق21/5/2024، تصريحات لمسؤول في العائلة الملكية السعودية، لم تذكر اسمه، قال فيها إن الرياض لن تتمكن من المضي قدما في أي عملية تطبيع حقيقية مع تل أبيب، دون وجود أفق سياسي لإقامة دولة فلسطينية، وتابع المسؤول السعودي: “إقامة الدولة الفلسطينية تمثل حاجة عربية وإسلامية، وإذا تم التخلي عنها فسيتم تصوير المملكة على أنها خائنة”، مضيفا: “الكرة الآن في ملعب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو”.
تحليل واستنتاج:-
1.تدرك السعودية قبل غيرها أن ((اسرائيل))لاتؤمن سابفا ولا حاليا ولا مستقبلا أن تعترف باي مشروع لدولة فلسطينية عاصمتها القدس ولكن الذي يروج الان له نوع من التضليل لهذه النقطة لان الاسرائيليين لايتنازلون عن أعطاء الفلسطينيين كانتون صغير فقط يدعى ((القدس الشرقية))وهي أصلا تحت السيطرة الاسرائيلية عسكريا وأمنيا وحتى أستخباريا فلماذا تصر السعودية على أنها تستطيع أن تزيل الاحتلال الاسرائيلي عن الشعب العربي الفلسطيني عبر أسطورة حل الدولتين وأقامة دولة فلسطينية مزعومة.
2.السعوديين يدركون تماما أن ((بنيامين نتنياهو))يرفض رفضا قاطعا إقامة أي دولة فلسطينية كجزء من صفقة تطبيع مع السعودية.لان الاسرائيليين قد حسموا قضية القدس منذ44عاما لانه في عام 1980، أصدر ((الكنيست الإسرائيلي)) قرار أطلق عليه ((قانون القدس))، والذي نص على أن ((القدس موحدة وعاصمة أبدية للدولة العبرية))، والذي لم يحظ بأي اعتراف عالمي يذكر، سوى اعتراف الولايات المتحدة الامريكية عام 1995 ودول قليلة أخرى،فاي دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية يتحدث عنها السعوديين
3-في عام 2002 شرعت حكومة ((أرئيل شارون)) ببناء الجدار العازل في القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية، حيث تم تم بموجبه ضم أكبر عدد من المستوطنات إلى القدس، وعزل في نفس الوقت الكثير من الأحياء العربية والبلدات المحيطة بها، في خطة بعيدة الأمد أطلقتها ((إسرائيل)) لتغير الميزان الديمغرافي لصالح السكان اليهود، أطلق عليها اسم «القدس 2020».ا
4- القدس الشرقية هي جميع الأراضي في الجانب الشرقي من مدينة القدس التي كانت تحت الحكم الأردني منذ عام 1948 بعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، وحتى الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967. وتقع ضمن أراضيها مدينة القدس القديمة التي تحوي على أقدس الأماكن للأديان السماوية الثلاثة الإسلام، والمسيحية واليهودية، مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق ((أو كما يسميه اليهود: حائط المبكى)). بعد الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1948، أو النكبة، تم تقسيم القدس إلى جزئين؛ الجزء الشرقي ذو الغالبية العربية المطلقة (مسلمين ومسيحيين)، وقع تحت الحكم الأردني، والجزء الغربي ذو الغالبية اليهودية – بعد تهجير الفلسطينيين منها، وقع تحت الحكم الإسرائيلي. وبقي جزء صغير من القدس الشرقية غير خاضع لسيطرة العرب، وهو جبل المشارف والذي تقع فيه الجامعة العبرية – أول جامعة إسرائيلية.
تحليل يكتبه أ.د.جاسم يونس الحريري بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية