لدراسة أي شخصية تاريخية لابد وأن نخوض في رحم التاريخ و بطونه وأمهات هذه الشخصية ومن أي عهد ومدى.
فالتاريخ هو ضمير الأمم الواعي و مرآتها والبحث فيه ينتهيان إلى كشف الغطاء عن محتوى هذا الضمير ولكن الموروث الشفهي التاريخي لدى الشعوب يحوي الكثير من القصص المختلفة والأكاذيب الملفقة حول بعض الشخصيات التاريخية المشهورة فيرفع أقواماً ليسوا بأهل للرفع وليضع آخرين من أهل الرفعة والشرف وينسج الكثير من المبالغات حول هؤلاء وأولئك مدحاً أو قدحاً ولربما أراد المدح فآل إلى القدح أو العكس .
وقد إعتمد التاريخ في أغلبه على الرواية التي قُدِّمَتْ بأسلوب أشبه بأسلوب المحدثين القدامى في نقل الأحداث التي مرت فيه والتي جُمعت عن طريق البحث والأسانيد والرواة وطرق تلقي الراوي عمن روى عنه …إلخ.
وبما أننا نعيش الآن في عصر إفتقد فيه الجمهور وخاصة الشباب منه القدوة الحسنة والنموذج الصالح مما سهل الفرصة للمغرضين وأعداء الأمة بالعبث فيه وتحويره إلى مايخدم مصالحهم وساعدهم على ذلك وبقوة الإعلام والدراما العربية السينمائية والتلفازية والتي أصبحت المستقى الرئيسي والمغذي النشط لعقول وفكر الشباب على مختلف أعمارهم وفئاتهم العلمية في ظل غياب الثقافة التاريخية والمعرفة من خلال قنواتها الرئيسية والشرعية من كتب وأسانيد تاريخية ثابتة غير محرفة أو محورة لأي غرض أو من أي مغرض عابث .
فكان واجب علينا لزاماً أن نبحث ونحلل ونكتب بشكل غير تقليدي بصدق وأمانة وعدل وبطريقة وافية ودقيقة وحيادية وموضوعية قدر الإمكان وليس بالإمكان أكثر مما كان إلا أن نتحرى الصدق لإعطاء كل ذي حق حقه ويكون أيضاً بذلك إبراءً لذمتهِ .