صلاح صيام
أوله رحمة,وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار, له منزلة خاصة عند العرب والمسلمين. ينتظرونه طوال العام، وما إن ينتصف شهر شعبان ويبدأ العدّ التنازلي لحلول الشهر الكريم، حتى تمضي الاستعدادات على أكثر من صعيد.
شهر رمضان المعظم له عادات تختلف من دولة إلى دولة , طبقا للتقاليد التى تحكم الشعوب , ويحرصون على المحافظة عليها من عام إلى عام.
يتمتع المسلمون في ألبانيا -في جنوب شرق أوربا، وهي إحدى دول شبه جزيرة البلقان، وتصل نسبة المسلمين فيها إلى 75%- بحرية دينية مقبولة، وتسمح لهم الدولة بممارسة شعائرهم الدينية
ويبدأ استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال شهر رمضان بتوزيع بعض الكتيبات التي تبين فضل الشهر الكريم على غيره من الشهور؛ كما يقوم أئمة المساجد بتقديم بعض الدروس والمحاضرات والتي يكون محورها فضل شهر رمضان.
ومع ثبوت دخول الشهر الكريم تُسمع أصوات الطبول في أماكن متفرقة من ألبانيا؛ إعلانًا وإعلامًا بثبوت هلال رمضان. ولا تقتصر عملية قرع الطبول ليلة ثبوت رمضان على فترتي السحور والإفطار، بل تستمر في بعض المناطق أثناء النهار ليوم أو يومين، ابتهاجًا وفرحًا بقدوم شهر الطاعة وشهر المغفرة, بعدها تقتصر عملية قرع الطبول على وقت السحور ووقت الإفطار فحسب, كما يُبث آذان المغرب عبر القناة الرئيسة كل يوم من أيام الشهر الفضيل ومع بدء شهر الصوم يصوم جميع المسلمين الألبان، المتدينون منهم وغير المتدينين على حد سواء.
ومن العادات عند الألبان أنهم لا يسهرون، وهم يأوون إلى مضاجعهم مبكرين، ويستيقظون لتناول وجبة السحور، عونًا لهم على صيام يومهم . ويوجد لديهم المسحراتي الذي يحمل طبلة يوقظ الناس بها، مرددًا بعض الأدعية والابتهالات الدينية. ومع نهاية الشهر يعطيه السكان ما تجود به أيديهم من المال أو العطايا
وتكثر موائد الإفطار الجماعي في شمال ووسط البانيا حيث يكثر تواجد المسلمين هناك؛ ويقوم عليها بعض الجمعيات الخيرية، وقد كانت تلك الجمعيات الخيرية فيما مضى من الزمن تقوم بنشاط محمود ومشهود في مجال أعمال البر والخير، وقد قل نشاطها في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات والتداعيات التي تشهدها الساحة العالمية، والتي منها تضيق الخناق على نشاط هذه الجمعيات، والحد من فعاليتها.
ومن العادات المحمودة عند الألبان في رمضان ازدياد الألفة والمودة بين الناس، حتى بين المسلمين والنصارى؛ فتقل الخصومات، وتكثر الزيارات، ويتأثر النصارى بجو رمضان، بل إن بعضهم يسأل عن موعد ليلة القدر، ويحرص على تحريها، والأعجب أن بعضهم يصومها، لأنهم يعرفون قدرها ومنزلتها . وليلة القدر عند مسلمي ألبانيا هي ليلة السابع والعشرين، وهم يحتفلون بها غاية الاحتفال، ويجتهدون في العبادة فيها ، ويمضون معظم الليل قائمين خاشعين لله.
وتعقد في مساجد ألبانيا خلال شهر رمضان دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن، يقوم بها الأئمة من تلك البلاد، والمقيمون هناك من العرب والأتراك. ومن أهم المساجد هناك، مسجد دينه خوحا وهو في العاصمة، ومسجد أنهم بي . ويمضي الألبان ليالي هذا الشهر بين صلاة التراويح، وقيام الليل.
وتصلى صلاة التراويح عند مسلمي ألبانيا في أغلب المساجد عشرين ركعة، وتصلى في بعض المساجد ثمان ركعات فقط. ويحرص الكثير من النساء المسلمات في ألبانيا على حضور وأداء هذه الصلاة. ويختم القرآن في بعض المساجد أثناء صلاة التراويح. وبعد الفراغ من صلاة التراويح يكون دعاء جامع يتولاه إمام الصلاة، أو أحد الصالحين، ويؤمِّن الجميع من ورائه
تعد جنوب أفريقيا واحدة من أكبر الدول الإفريقية وهي تقع في الطرف الجنوبي للقارة,وفي رمضان يتم تناول مختلف الأطعمة, ويشتهر المسلمون هناك بإنفاق الكثير ماديا وروحيا ، ويوجد في جنوب أفريقيا حوالي 500 مسجد، و408 معهدا تعليميا بما فيها الكليات ومدارس خاصة الإسلامية ومراكزالتدريب الديني، وكليات العلوم الإسلامية. وكثير من الجامعات تدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في مقرراتها الأكاديمية.
وتبث التراويح تقريبا في كل محافظة ذات كثافة سكانية مسلمة، ومن الإذاعات الرائجة في هذا النشاط:إذاعة إسلام في جوهانسبورج، وإذاعة 786 في كيب تاون.
وللصحف الإسلامية دور كبير في تربية المجتمع المسلم في جنوب أفريقيا والمجتمعات الأخرى ,والمنظمات الإسلامية المحلية في جنوب أفريقيا تقود حملة خدمات الاحتياجات الإنسانية محليا وخارجيا. وعلى رأسها: لجنة مسلمي أفريقيا، هلال الرجاء والجمعية الطبية الإسلامية في جنوب أفريقيا
وتبدأ كثير من مقدراتهم التمويلية ليساعدوا بها فقراء المسلمين. وأحيانا تبدأ أفراد المنظمات الإسلامية عملها الخيري قبل رمضان
، فيما تشهد المساجد في الشهر الفضيل تدافعا من أعداد كبيرة من المسلمين ، وتؤدي صلاة التراويح في كل مسجد تقريبا. ويصلي النساء التراويح في المنازل لوحدهن مع وجود نسبة بسيطة تذهب
للمساجد. والملاهي كالسينما والمسرح مهجورة لدى المسلمين، وتلاوة القرآن تصبح النشاط الرئيسي لكل مسلم خلال الشهر، وزيارة القبور عادة مستمرة, وأدعية الترحم علي الموتى متكررة.